تتميّز اللغة العربية بمفردات وتعابير كثيرة ومتنوعة، وتعد من أكثر اللغات قدرة على التعبير عن أفكار الإنسان ومشاعره. ويعاني العديد من الأطفال في العالم من اضطرابات النطق والتلعثم وصعوبة التواصل مع الآخرين بسبب عدم القدرة على النطق الصحيح للكلمات، وهذا بلا شك له أثر سلبي كبير على الناحية النفسية والاجتماعية للطفل. فعندما لا يتمكن الطفل من إيصال أفكاره بالشكل المناسب قد يتعرض لمواقف محرجة بالنسبة له من أقرانه الأطفال أو حتى مدرسيه أو أفراد العائلة فيفقد الثقة بنفسه أو ينسحب من التواصل الاجتماعي.
فمثلا إسقاط بعض الحروف أثناء الكلام مثل استبدال نطق كلمة "سمحت" ب "سحت" أو "مرحبا" ب "مربا"، أوفي بعض الأحيان تغيير الحرف أو إدغامه بشكل خاطىء مثل نطق السين ثاء والراء دال تعتبر من اضطرابات النطق الشائعة. لذا فتعلم طريقة لفظ الكلمة ونطق جميع حروفها بشكل صحيح أمر في غاية الأهمية للأطفال لأنه يساعدهم على بناء المهارات اللغوية وفهم معنى الكلمات وتسريع تطورهم اللغوي.
تشير عدد من الدراسات بأن من أفضل الطرق لتعلم نطق الكلمات الجديدة هي قراءة الكتب لأطفالك بصوت عالٍ وتركيز الآباء والمعلمين على نطق الحرف وصوته أثناء التحدث مع الطفل بشكل صحيح.
هل أنت مدرس وتحتاج أدوات ميسّرة لعملية التعليم داخل الصف؟ هل أنت أب أو أم ولديكم طفل يحتاج إلى مساعدة في نطق كلماته بشكل صحيح؟
إذا كان الأمر كذلك، فإذن هذه المقالة من أجلكم!
لماذا تعد القراءة مهمة للأطفال؟
بالإضافة إلى تطوير المهارات اللغوية للطفل وزيادة عدد المفردات التي يعرفها الطفل، تساعد القراءة الأطفال على زيادة المعرفة وإشباع فضولهم حول الكثير من الأمور التي تجري حولهم. إضافة إلى أنها تنشّط الذاكرة وتحسّن من عمل الدماغ وتزيد من القدرة على التركيز. كما أنها تجعل الطفل أكثر قدرة على اكتساب مهارات الربط والتحليل وبناء قدرته على التعبير اللفظي وتحسين مهارات الكتابة.
قم بزيارة نهلة وناهل للاطلاع على كتب الأطفال والقصص المنوعة
خطوات عملية لتسهيل تعليم الطفل النطق الصحيح:
الخطوة الأولى:
نطق الكلمات بشكل واضح وصحيح من قبل الأهل: يُعتبر الوالدين المحطة الأولى لتعلم الطفل اللغة بشكل سليم. ولذا من المهم للوالدين تحسين نطق الحروف والكلمات لديهم وتكرارها على مسامع أطفالهم واستخدامها في الحياة اليومية سواء من خلال الحوارات البسيطة أو من خلال لعبة الهاتف (يمثل الوالدين أنهما يتكلمان مع الطفل عبر الهاتف ويرد الطفل باستخدام هاتف لعبة لإجراء حوار عفوي يتم استخدام الكلمات العربية بنطقها الصحيح كي يكتسبها الطفل بشكل تلقائي وسلس.
الخطوة الثانية:
رواية القصص العربية باللغة العربية الفصحى والبعد عن استخدام اللهجة العامية كي يعتاد الطفل سماع الكلمات بشكلها الأساسي.
الخطوة الثالثة:
الاستماع إلى أغاني مخصصة للأطفال باللغة العربية وتشجيع الطفل على حفظها وترديدها واستمرار الاستماع إليها.
الخطوة الرابعة:
تعليم الطفل حسب عمره وقدرته بعض السور القرآنية القصيرة مثل: سورة الإخلاص والكوثر، فقراءة القرآن الكريم وترديده يغرس في الطفل مهارة اللغة العربية ويزيد مخزونه اللغوي. وكذلك ترديد الأشعار والأناشيد والقصائد البسيطة المناسبة لعمر الطفل ووعيه.
الخطوة الخامسة:
تعليم الطفل الفرق بين اسم الحرف وصوته، فحرف الباء اسمه باء لكن نطقه "بببببب" وحرف الدال اسمه دال لكن نطقه "دددد" وحرف السين نطقه "سسسسسس".
الخطوة السادسة:
تعلّم الطفل مخارج الحروف وذلك بتمييز الحروف التي تنطق من خلال أقصى اللسان مثلا كحرف القاف، والتي تنطق من وسط اللسان كالجيم والشين، والتي تنطق باستخدام الشفتين كالباء والواو والميم والحروف التي تنطق من الجوف وأقصى الحلق وغيرها. يمكن عمل بطاقات للطفل مع صوت الحرف ومخرجه وصورة تعبّر عن المخرج واستخدامها لتدريب الطفل في جلسات قصيرة.
الخطوة السابعة:
تحديد الكلمات التي تربك الطفل ويشعر أنها صعبة النطق لديه، ومن ثم استخدام الألعاب والتمارين والقصص والغناء وأي وسائل أخرى متاحة لتسهيل تعلمه وتصحيح نطقه لتلك الكلمات.
لتحميل تطبيق نهلة وناهل اضغط هنا
لماذا نستخدم التكنولوجيا والتطبيقات لتعليم النطق وليس فقط الكتب والقصص الورقية؟
في وقتنا الحالي الذي أصبحت تنتشر فيه التكنولوجيا في كل مجالات الحياة بات لا بد من استخدام هذه الأداة الثمينة كي يكتسب الأطفال اللغة بشكل جذاب وأكثر فعالية. حيث أصبح يعتمد الكثير من المعلمين في العالم على التكنولوجيا كأداة للتدريس والشرح والتطبيق السهل والمؤثر. فيمكن تحويل الكتاب الورقي العادي إلى برنامج عرض بأصوات وألوان وإضافة الأناشيد والأغاني التي تناسب الموضوع المراد تعليمه للطفل.
كما وجدت بعض الدراسات التربوية الحديثة أن استخدام التكنولوجيا في تعليم اللغة للأطفال أكثر تحفيزا وتشجيعا للطفل من الوسائل التقليدية المعتادة، بالإضافة إلى سهولة متابعة تطور الطفل اللغوي من قبل الأهل والمعلم من خلال متابعة سير تعلم الطفل في المنصات والتطبيقات المختلفة.
ومن أجل تحقيق هذا الهدف تم تصميم وإعداد منصة نهلة وناهل التفاعلية من قبل معلمين ومطورين متخصصين باللغة العربية لتعزيز القراءة والمهارات المعرفية للأطفال وتحفيز التفكير النقدي.
كما حرصت منصة نهلة وناهل على توفير خيار تخطيط الدروس وإنشاء الاختبارات الإلكترونية للمعلم وتوفير تقارير تفصيلية عن إنجاز كل طالب كي يتمكن المعلمون من تقييم ومتابعة طلابهم داخل وخارج المدرسة. ويتمكن الأهل كذلك من الاشتراك في المنصة باسم الطفل لتسهيل مهمتهم في تعليم الطفل اللغة واكتسابها.
من المهم أن ندرك أنّ تعلم النطق الصحيح ليست الطريقة الوحيدة لتعلّم اللغة لكنها من أهم الطرق. ومعرفة كيفية استخدام التكنولوجيا لمصلحة أطفالنا وإبعادهم عن كل ما يضر ثقافتهم ولغتهم وهويتهم بات أمرا أساسيا لتزويدهم بالتعليم الذي سيمكنهم من التفاعل مع العالم بكل ثقة وفعالية. فاللغة تمثّل هوية الطفل الراسخة وإتقانها يعد عاملا ضروريا لتعزيز ثقة الطفل بنفسه وبمن حوله.