على مدى سنوات طويلة تبنّت المدرسة التقليدية فكرة فصل التعليم عن العاطفة إيماناً بأنها الطريقة الأنسب لتحقيق أفضل النتائج التعليمية.
ولكن في يومنا هذا، أصبح هذه النهج من الماضي والمعلمون اليوم يدركون، أكثر من أي وقت مضى، مدى تأثير البيئة التعليمية على الطالب من عدة نواحٍ منها النفسية والأكاديمية والاجتماعية.
ويتفق المعلمون على مستوى العالم على أن المهارات الاجتماعية والعاطفية تلعب دوراً حاسماً في تقدّم الطالب وتماسك المجموعة الطلابية، كما أنها تعزز المساواة في التعليم. وكلّ هذا يندرج تحت مفهوم التعلم العاطفي الاجتماعي (SEL).
تُعرّف مؤسسة CASEL التعلّم العاطفي والاجتماعي على أنه العملية التي يكتسب من خلالها جميع الشباب والبالغين المعرفة والمهارات ويطبقونها لتطوير ذواتهم بشكل صحي وإدارة العاطفة وإنشاء والحفاظ على علاقات داعمة والتوافق مع الآخرين واتخاذ قرارات مسؤولة، وكذلك تحديد الأهداف الشخصية وتحقيقها.
بعبارات مبسطة – يوفر التعلّم العاطفي والاجتماعي أساساً للتعلم الآمن والإيجابي، كما يحسّن من قدرة الطالب على النجاح في مختلف جوانب الحياة بما في ذلك الحياة الدراسية والحياة المهنية.
ترتكز محاور التعلّم العاطفي والاجتماعي بشكل أساسي في اكتساب الكفاءات الأساسية الخمسة وهي:
الوعي الذاتي
الإدارة الذاتية
الوعي الاجتماعي
إدارة العلاقات
اتخاذ قرارات مسؤولة
إحصائياً، هناك أدلة كافية تشير إلى دور التعلّم العاطفي والاجتماعي على النهوض بالتميز التعليمي، حيث أظهرت الأبحاث أن التحصيل الأكاديمي تحسّن بنسبة 11%، إضافة إلى أنه يؤثر بشكل إيجابي على السلوك الاجتماعي مثل اللطف والمشاركة والتعاطف مع تعزيز تبنّي المواقف الإيجابية وتقليل التوتر والاكتئاب.
ولذلك، إن الفوائد المعترف بها من قبل هيئة التدريس والمُعلِّمين، دفعتهم لدمج التعلّم العاطفي والاجتماعي كجزء لا يتجزأ من التعليم الحديث والتنمية البشرية، وهو ما تقوم به المؤسسات المتقدّمة حول العالم.
لا يتطلب استخدام التعلّم العاطفي والاجتماعي في الفصل الدراسي تغييرات هائلة في أساليب التدريس الحالية، ولا استثماراً إضافياً للوقت أو حتى في الوصول إلى مكتبة من الموارد المتخصصة.
فيما يلي خمس طرق بسيطة والتي لا تحتاج إلى التغيير الجذري في نهجكم التدريسي:
1. الاجتماعات الصباحية القصيرة
بدء اليوم بروتين ثابت من الاجتماعات الصباحية القصيرة يعطي فرصة رائعة للتواصل مع جميع الأطفال في الفصل، ويمهّد لباقي اليوم من خلال المساعدة في تطبيق مهارات التعلّم الاجتماعية والعاطفية منذ الصباح الباكر. وتوفر مثل هذه الاجتماعات فرصة لمعالجة المسائل التي قد لا يتم تناولها ضمن المناهج الأكاديمية.
بصفتك مدرساً، يمكنك تضمين أنشطة بسيطة جداً في مثل هذه الاجتماعات مثل تشجيع الأطفال على تحية بعضهم البعض، أو إجراء مناقشات إيجابية، أو بناء العلاقات، أو مشاركة المشاعر الإيجابية مع زملائهم. مثل هذه الأنشطة البسيطة تحوّل الفصل الدراسي إلى ملاذ للتحدّث والانسجام مع الطلاب.
2. أنشطة تشاركية وجماعية
تقدّم الأنشطة الجماعية طريقة ممتعة وفعّالة لبناء القدرات الاجتماعية والعاطفية لدى الشباب، هذه الأنشطة تجعل الأطفال يتفاعلون مع بعضهم البعض ويشاركون في حلّ جماعي للمشكلات، ما يحسّن من مهاراتهم في الاتصال والتعاطف والمشاركة.
لا تحتاج إلى التخطيط لأنشطة جماعية مدروسة طوال الوقت. يمكنك ببساطة إيقاف الحصص مؤقتاً، ووضع الطلاب في مجموعات ثنائية والطلب منهم مناقشة الدرس مع شركائهم. إذا قمت بتعيين بعض المهام الجماعية، فيجب أن تحرص على شرح التعليمات والمطلوب بطريقة واضحة لضمان أفضل النتائج.
3. كتابة المذكرات اليومية
تُعدّ الكتابة من أفضل الطرق وأكثرها راحة ليشعر أي شخص بالأمان أثناء مشاركة الآراء والمشاعر وردود الفعل - بما في ذلك الأطفال الانطوائيون بطبيعتهم. التواصل من خلال الكتابة يُتيح وسيلة للتعبير بحريّة عن الأفكار والآمال والتحدّيات مع مساعدة الطالب على فهم الأمور.
من خلال تشجيع الأطفال على كتابة مذكرات شخصية، يمكنك منحهم فرصة للتفكير فيما تعلّموه وتشكيل أفكارهم الخاصة حول أي موضوع.
لتشجيع الطلاب على كتابة مذكراتهم اطلب منهم تدوين أفكارهم بعد مناقشة حول موضوع اجتماعي أو عاطفي، أو اطلب منهم مشاركة تعليقاتهم بالتناوب عن قصة قد يكونوا قد قرأوها أو سمعوها. كما يمكنك أن تطلب منهم الاحتفاظ بمذكرات للتعبير عن الامتنان وتشجيعهم على الكتابة كل يوم كشكل من أشكال التعبير عن الذات.
4. التحدّيات الإبداعية
من الطرق الرائعة أيضاً لتطوير مهارة التعلّم العاطفي والاجتماعي لدى الأطفال هي التحدّيات الإبداعية. على سبيل المثال، يمكنك اختيار هواية أو صفة كل أسبوع أو شهر وتشجيع الطلاب على ابتكار طرق لتطويرها والتعبير عنها.
مثال على ذلك، اللطف. يمكنك تشجيع الفصل على القيام بأعمال لطيفة عشوائية ثم مشاركة ما فعلوه مع بقية الفصل. كما يمكنك تنظيم هذا كتحدٍ حيث يتم تقسيم الفصل إلى مجموعات صغيرة ويتوقع من كل مجموعة طرح الأفكار أو لعب الأدوار لعرض مهاراتهم.
5. تشجيع القراءة
إن لكتب الأطفال قوة سحرية في إثارة الخيال في عقولهم، مع تطوير مهارات التفكير ومعرفة أساليب القراءة والكتابة الأساسية. كما تساعد القصص في تعزيز التواصل واختيار الاستراتيجيات الاجتماعية والعاطفية من الشخصيات الخيالية فيها.
لذلك، إن غرس حبّ القراءة هو أحد أفضل الأشياء التي يمكنك القيام بها من أجل التنمية الشاملة للطفل. يمكنك منح الطلاب إمكانية الوصول إلى مكتبات بها كتب مخصصة لأعمارهم، أو اختر لهم بعض الكتب لقراءتها أو شجّعهم على استخدام تطبيقات القراءة. بعد قراءتهم للكت التي اخترتها، اسألهم عن محتوى القصص لاستنباط محادثة هادفة وضمان النتائج المثلى.
إن الدعم الذي تقدّمه كمعلم سيساعد في تشكيل طريق النجاح لطلابك. عبر إدراج التعلّم العاطفي والاجتماعي ضمن برنامج التدريس الخاص بك، يمكنك إلهام عقول وقلوب الأجيال القادمة وإحداث تأثير إيجابي دائم!
هل ترغب في تمكين طلابك وتحقيق المساواة التعليمية عبر التعلّم العاطفي والاجتماعي بطريقة منظمة وبسيطة؟
ثق بمنصتنا الإلكترونية "نهلة وناهل" الحائزة على عدة جوائز لتزويد كل طالب ابتدائي في مؤسستك بفرصة متكافئة لقراءة اللغة العربية والاستماع إليها وتعلّمها بالسرعة المناسبة لهم.
يوفّر تطبيقنا للمستخدمين مكتبة واسعة من الكتب والتسجيلات الصوتية ومقاطع الفيديو والألعاب التعليمية والاختبارات. يتم تصميم مختلف أنواع المحتوى من قبل خبراء في اللغة العربية لتوفير فرصة للطلاب لتتبع تطورهم الذاتي والمراجعة وتعزيز قوتهم العقلية ومستويات التعاطف. والنتيجة هي تعلّم ممتاز، إلى جانب الذكاء الاجتماعي والعاطفي اللازم للنجاح في العالم الحقيقي.
احصل على عرض توضيحي لتطبيق التعلّم الإلكتروني المصادق عليه من وزارة التربية والتعليم في الإمارات العربية المتحدة، والحاصل على جائزة أفضل مصدر أساسي (جوائز GESS التعليمية).